قتل الشاب محمد زهير شمص مظلوما بطريقة وحشية ولا اخلاقية، لا لذنب سوى انه يعيش في بلد غابت فيه الدولة وتطبيق القانون ؛ وامعن فيه المارقون والزعران والمجرمون فسادا في الأرض ؛ وانشغل فيه القضاة عن متابعة اعمالهم المطلوبة منهم بتراكم المال والثروة؛
منطقة بعلبك الهرمل لا اريد التحدث عن حرمانها المزمن والمنظم على غير صعيد؛ فالجميع يعرف ذلك؛ لكن اما حان الوقت لاهلها ان يحلموا بالهدوء والاستقرار الأمني.
ان الجريمة الأخيرة يبدو جليا ان القاتل فيها هو الجهل والعصبية؛ والشريك في الجريمة هو دون شك الدولة وموسساتها برمتها وليست الأمنية وحدها. لان تغييب النظام التربوي والتعليمي وتهميشه هو امعان في ترسيخ الجاهلية والعصبية. فضلا عن بعض اعلام يسعى لترسيخ صورة نمطية مفتعلة وكاذبة تسي إلى المنطقة وأهلها؛ وقنوات تلفزيونية تزكي منطق الثأر والثار المضاد دون رقيب او حسيب ( مسلسل الهيبة مثالا).
والان المنطقة أصبحت رهينة حفنة من الزعفران والمتفلتين والمجرمين؛ فمن يدافع عن أهلها وسكانها الأبرياء.
لهذا الجميع اليوم يتحمل المسؤولية ؛ الدولة والاحزاب والقوى السياسية؛ وينبغي ان تقوم بواجبها ودورها في الإنقاذ العاجل والفوري؛ او اننا سنكون أمام واقع تفرضه شريعة الغاب؛ البقاء فيها للاقوي؛ والموت فيها الضعيف؛ ففي المنطقة نار تحت الرماد؛ وبركان يكاد ينفجر بوجه الجميع؛
لهذا انا ادعو الشرفاء والاحرار من العايلة الكريمة ( ال شمص) الصبر والأحتكام الى القانون والشريعة الإسلامية؛ وهذا ما أعلنوا عنه في بيانهم واجتماعهم اليوم ؛ موكدين سلمية تحركهم لاحقاق الحق بعيدا عن العصبية؛ وادعوهم الى مواصلة عملية ظبط النفس التي نجحوا فيها بامتياز حتى الساعة؛ وذلك لاجتراح الحلول السلمية؛ لمقاضاة القتلة؛ والاقتصاص منهم في المحاكم اللبنانية؛ كما ادعو البقاعيين للوقوف يدا واحدة في مواجهة هذه الازمة التي تطال الجميع دون استثناء بكلمة توحد وتجمع؛ والأهم ان يحاسب القاتل والمجرم ويكون عبرة لغيره من المتفلتين.
١٠ تشرين الاول ٢٠٢٠
نسأل الله اللطف بهذا البلد وأهله الذي بات ضحية طمع وجشع وفساد مسؤوليه. وانا لله وانا اليه راجعون.