المعتقد الديني عند الإنسان هو ما عقد عليه عقله وقلبه، ولا يسمح المس فيه لا من قريب ولا من بعيد. لكن ماذا نقول عن محطات إعلامية لبنانية لا تحترم المعتقدات الدينية ورموز الشعب اللبناني، وتساهم في خلق فتنة مذهبية و افتعال حرب أهلية في لبنان كي تنعم بما قُدّم إليها من مغريات واموال، وتحقق مكاسب على حساب اللبنانيين وتصبح “Trend”.
من الحقارة والوقاحة واللئم أن يُعرض برنامج ساخر هابط على محطة تلفزيونية لبنانية يتناول فيه مقدسات المسلمين وطوائفهم لا سيما أكبر مكون ديني وسياسي في لبنان أعني الطائفة الشيعية، بحجة التسلية والضحك؟!، هي قمة التحريض وإثارة الفتن والغرائز، وإلا ما هو الهدف من بث هذا النوع من البرامج؟!
إنها سياسة الفتنة الصهيونية وما تسمى بالحرب الناعمة بهدف إثارة الغرائز وإثارة النعرات الطائفية والحرب الاهلية، وتأجيج الصراع بين الأديان والطوائف.
إن الإمام الحسين (ع) هو سبط الرسول الاكرم محمد (ص) له قدسيته وكرامته ليس عند المسلمين فحسب، بل عند المسيحيين أيضاً وسائر الديانات السماوية، وأيضاً الشرفاء والاحرار في العالم، ولا يجوز بل لا يُسمح الإساءة لإسمه او التعرض لشخصه المعصوم، فهو نموذج للأحرارِ الذين يرفضون الذلّ والهوان، ومرآة لأولئك الرافضين موت الإنسانيةِ في داخلهم.
الشعب اللبناني اليوم بكافة طوائفه وأحزابه وقواه السياسية والاجتماعية مدعو ومعنيّ بالوقوف أمام هذه السخرية الممنهجة، والفتن الطائفية. فالحسين عليه السلام بالنسبةِ إلى مسلمي ومثقفي العالم هو المعلّم والإنسان والنموذج والقدوة، فضلا عن كونه إماماً معصوما ورمزا من رموز المسلمين سنة وشيعة، وصارت قصته عبرةً ودرساً للتاريخ وللأجيال، رأيناه في الأعمال الأدبية والتاريخية، رأيناه حاضراً في وجدان الملايين في مسيرات الأربعين، مسلمين ومسيحيين، كباراً وصغاراً ، نساءً ورجالاً.
كتب عنه الكثير من المفكرين والباحثين في الديانات الاخرى لا سيما المسيحية، لأنهم عرفوا كنهه وماهيته ورسالته وثورته، وقرؤوا عن الفاجعة والمأساة التي وقعت في كربلاء ودروسها وعبرها وتأثيرها على الملايين من شعوب وديانات، قرؤوا كيف وقف مطالباً بالحق، ومدافعاً عنه أمام جحافل الجيوش المرتدة التي اجتمعت لقتله، إنه شخصية عالمية وإمام معصوم، واسم لامع في تاريخ الحضارة الانسانية، لها مكانتها في عالمنا، ومكانتها عند الله عز وجل، فكيف تجرؤ قناة تلفزيونية لبنانية متصهينة أن تمس هذا المقدس ببرنامج تافه هابط، هذا ليس فن يا حضرات، هذا السم القاتل لقناتكم ولجمهوركم، ولن تحصدوا منه سوى الفشل والخيبة والخسران.
الكاتب: ريما فارس شمص