ليس للعشيرة خلافات وحساسيات تذكر مع ابناء عمها العشائر، بل تربطها بهم علاقات محبة وارادة خير متبادلة، رأيها مميز ومحترم عندهم في مشاورات الصلح وحل النزاعات والدعوة الى التروي. دورها هو دور الحكم والتضامن والتعاضدد بين العائلات والعشائر. علاقاتها الاجتماعية عموما مميزة.
} ميزاتها }
لا يميل ابناء شمص عموما الى الحرف والمهن اليدوية، كما لم يقتنوا البقرة في تاريخهم القديم، بل مارسوا رعاية الغنم والماعز واقتنوا الخيل والجمال، لم يزرعوا قديما الخضار بل مارسوا زراعة الحنطة. لم يتوددوا للسلطة العثمانية زمن اقامتهم في الجبل فلم يكن لهم املاك باسمهم، فوضعوا يدهم عنوة على املاك اميرية، فابن العشيرة عامة عدواني عند حاجته، ما عرف ابناء شمص التجارة في تاريخهم القديم. وفي العهد العثماني قام افراد العشيرة باول ظاهرة تمرد وعصيان على الامراء، فقتلوا اخر الامراء الحرافشة (سلطان الحرفوش) هذه العائلة التي عرفت بنفوذها السياسي والاداري العريض في بلاد بعلبك.
من ميزات العشيرة الحفاظ على الثوابت العشائرية القديمة. ما عرف ابناؤها الالحاد ولا الاضرار بالناس، كما لا وجود للزنى عندهم وحالات الاعتداء على الاعراض والكرامات والمال الحلال. ابن شمص لا يغدر. متسامح عنيد عند قناعته، مسالم، غيري، محب للثقافة حديثا.
ويقول الحاج عباس اسدالله شمص، في هذا الصدد: «نحن مسؤولون كعائلة، قرارنا بيدنا، وليس بيد سوانا من احزاب او تجمعات او غير ذلك، كما كل العائلات، بقي قرارها موحدا، وبقيت محافظة رغم كل الظروف. فما كنا يوما مأجورين عند احد، قرارنا ينبع منا ونحافظ عليه، لم يخرق احد قرارنا، وطنيتنا من المقدسات، نحب لبنان كما يحب الواحد منا طفله. لا نتنازل عن وطنيتنا فنحن عرب، مسلمون، لبنانيون، لا نحب ان يلغى وجودنا. لبنان الذي نؤمن فيه ونضحي من اجله ونحافظ على ترابه، هو لبنان المساواة، والعدالة، والمحبة بين ابنائه والغاء الطائفية، لنقوم معا بعمرانه ورفعة شأنه. شرطنا على من يستلم حكم البلاد ان يحافظ على الوطن ويحفظ لنا كرامتنا وحصّتنا ووجودنا، لا نرغب بالغاء طائفة لنعطي اخرى، واطالب انا شخصيا بالغاء المذهب عن الهوية.. آل شمص عموما لينو العريكة وهذه صفة معروفة عنا عند العشائر، غير شرسين، قساوتنا من غير عنف وليونتنا من غير ضعف، لا نعرف الحقد ولا اللؤم، طيبو القلب، عرف عنا حسن المعاملة وحسن الجوار، تجمعنا المصيبة الواحدة ويجمعنا زعيم واحد، حقوق الجار عندنا مقدسة ولو صدر عنه الاذى بحقنا، نصدق اذا وعدنا».
ويقول ايضا في هذا الموضوع الاستاذ شمص شمص المقيم في مدينة بعلبك «ما يميز عائلتنا الاهتمام الثقافي عند شبابها ونحن اول من اطلق الفتاة عشائريا، فارسلناها الى المدرسة والى الجامعة وما عرفنا الا نادرا تعدد الزوجات واول من اغترب عشائريا ايضا، فقد هاجر منا عام 4191 دبلان شمص وننتشر الان في معظم بلدان العالم. اقلية منا تعاطوا زراعة وتجارة المخدرات، فنحن من الاوائل الذين نبهنا لتبديل زراعة المخدرات بزراعات نافعة. اشتهر عنا النكتة البريئة والوجه البشوش، والصبر وطول الاناة».
ما يميز آل شمص فيزيولوجيا قامات متوسطة الطول والحجم وعيون عسلية.
ويمتاز فرع علاء الدين باكرام الضيف والقيام بواجب النزيل. وبانهم لا ينامون على ضيم. عصبيو المزاج، تميزهم عيون سوداء واجسام ممشوقة.
} الحقل الديني }
ساهم آل شمص في تشييد عدد من الحسينيات والجوامع في بوداي وزبود… كما في مبرّات خيرية عديدة.
عرف منهم علماء الدين: الشيخ جميل محمد شمص، الشيخ عصام شمص، الشيخ حسن سعدون شمص، الشيخ حسين محمد شمص، الشيخ جهاد كركبا (شمص) والشيخ محمد حيدر علاء الدين…
الحقل السياسي
ساهم آل شمص كافراد في معظم الاحزاب اللبنانية بنسبة ضئيلة وليس للعائلة اتجاه ولا انتماء حزبي معين.
} ابو علي سليمان شمص }
من وجهائهم عبر هذا القرن سليمان شمص (ابو علي) كبير زعماء آل شمص من العام 4591 ـ 4791. سجن زمن الانتداب الفرنسي في الثلاثينات بتهمة قتل لم تثبت عليه، فوضع في اقامة جبرية حيث اعطي منزل ملاصق لسجن دير القمر ثم في محور سجن القلعة. في دير القمر تعرف على الرئيس الراحل كميل شمعون ومعظم شخصيات الدير، في هذه الاثناء، كان يعمل جاهدا من سجنه على تعليم ابنه الاكبر علي الذي درس الحقوق في مدرسة الفرير، وابنه مالك الذي التحق بكلية الهندسة ـ جامعة القديس يوسف، وعلى شراء الاملاك.
اثناء فترة سجنه كانت قريته بوداي ومسقط رأسه تحت نفوذ آل كنعان، وبعدما امضى 21 سنة في الاقامة الجبرية عاد واستقر فيها وراح ابو علي يوطد وجوده ويعزز موقعه مستنداً بذلك على علاقاته المتشعبة والواسعة التي حققها اثناء فترة اقامته الجبرية وعلى ما كان له من نفوذ قوي مع السلطة الحاكمة.
وما ان حل العام 7491 حتى انتزع ابو علي سليمان، السلطة المحلية من مصطفى كنعان عن طريق الانتخاب، ففاز بالمخترة عن بوداي وخراجها، وراح النفوذ الكنعاني يتقلص لصالح ابو علي الذي اصبح زعيما دون منافس، خاصة بعد تعيين ابنه علي قائمقاما على راشيا.
وفي عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب، كان مع زعماء العشائر السادة مصطفى طعان دندش، الحاج عوض المقداد، صبحي اسعد جعفر، علي حمد جعفر، نايف امهز، وابو نايف المصري… من ابرز معاوني بطرس عبد الساتر مندوب العشائر لدى القصر الجمهوري.
ابو علي سليمان شمص يصفه الكثيرون بالفهم واللباقة والذكاء. اشتهر بديبلوماسيته وسلاسة سلوكه وطموحه الجامح.
عمل طيلة حياته على رفع شأن افراد العشيرة ولم يحد من طموحات افرادها، ديموقراطي، لم يقض على السلطة الفردية.
يقول عنه الحاج عباس شمص احد ابرز ورثاء زعامة العشيرة: «ابو علي كان زعيم آل شمص دون منازع. تولى شؤون الصلح بين العشائر مع وجهائها السادة: مصطفى طعان دندش، الحاج محمد رشيد علاء الدين، محمد عبدالله يوسف علو، الحاج عون المقداد وياسين موسى جعفر. عرف بأخلاقه الرضيّة ومحبته للجميع، عرف عن سيرته الحميدة: طول البال وعمق التفكير، والتحذير من إلحاق الاذى بالغير، والتسامح.
دورة 8691 للانتخابات النيابية كانت اول تجربة سياسية له في هذا المجال انتهت بفشل نجله علي في اللائحة التي ترأسها رياض طه..
وفي الدورة الانتخابية في العام 2791 تكررت التجربة وانتهت بالفشل.
توفي ابو علي سليمان عام 4791 على اثر استشهاد نجله الرائد الطيار عبدالله في حادث انفجار مروحيته العسكرية.
} الحاج محمد رشيد علاء الدين }
الحاج ابو رشيد مختار بلدة زبود وجوارها، زعيم آل علاء الدين احد فروع عشيرة شمص. واحد اركان الصلح والشرع في المنطقة، قال في مقابلة سريعة معه: «جيلنا هو جيل البركة والصدق، قولنا ثابت نتحمل تبعاته ومسؤولياته. اليوم كل الناس زعماء، مواقفهم متقلبة على قاعدة «مئة قلبه ولا غلبه». لا يزال الحكم العشائري هو القائم في المنطقة حتى بين العائلات الغير عشائرية»… ولفت الحاج الى ان عادة اختلاط الرجال مع النساء في المجتمع، من اسوأ العادات وعلّق على ذلك بقوله: «خطبت زوجتي 21 سنة ولم ار وجهها».
وتابع الحاج يقول: «ما افتخر به هو الاصلاح بين الناس، وامنيتي على من سيتولى مقدرات البلاد ان نتساوى مع غيرنا في الحقوق والواجبات وان لا تلغى اي طائفة على حساب الاخرى».
وعن نضاله زمن الانتداب الفرنسي قال: «شاركت مع محمد طعان دندش وحسن احمد ياسين وابراهيم حسن دندش ورضى دندش في حرب العصابات التي قادها توفيق هولو حيدر ضد الفرنسيين، وابرز المعارك التي خضتها، معركة تل البلاّن، حيث انسحب الفرنسيون من محطة اللبوة، وتم تخليص المعتقل اسعد بك حيدر…».
} الحاج عباس اسد الله شمص
رئيس بلدية بوداي منذ 5691 }
يمثل الحاج عباس عائلته في مختلف الشؤون العامة، مع باقي وجهاء المناطق من عشيرة شمص وفروعها، اذ انه يتبوأ موقع زعامة متقدم فيها.
} علي محمد ناصيف شمص }
ورث زعامة بيت ناصيف شمص في وادي الزين والحفير عن جده الحاج حويشان، عميد العائلة وكبيرها ومختار وادي الزين على مدى سبعة وعشرين عاما. نشأ في بيت علم واهتمام في الثـقافة، ومن هنا وفضـلا عما يميز بيت حويشان ناصيف من ميل الى السلم ونبذ العنف، فقد كان حاضرا على مدى الاحداث ومتابعا بجدية قضايا الشأن العام، والمساهمة في إجراء المصالحات، يسهل مهمته عموما صالات نسب ومصاهرة مع مختلف العائلات وان عائلته في وادي الزين لم تدخل بدم مع العشائر والعائلات الاخرى، ولم تنخرط في صفوف الاحزاب مع المحافظة على سقف وطني عروبي. انخرط في الحقل الاداري، منذ العام 1791، ويمارس حاليا مسؤولية رئيس مكتب بعلبك والهرمل في الضـمان الصحي والاجتــماعي، وذلك منذ العام 5991.
ومرّ ايضا في تاريخ العشـيرة الحديث وجوه عديدة، فعرفت الهرمل: حسين الحاج يوسف شمص والحاج ابو نبيه شمص (مختار)، وعرفت الخرايب: الحاج بشير شمص ورشيد حسين شمص، ومحمد رشيد شمص وحسين محمد شمص (مختار)، وعرفت اللبوة: اسعد الحاج شمص وحاتم مجيد شمص، وشهدت شعث للحاج حسن شمص ومحمد حسين شمص (مختار سابقا) ومصطفى شمص (مختار)، ومدينة بعلبك للحاج نجيب شمص، وعرفت بوداي: ابراهيم سليمان شمص، واشتهر في بيروت محمود ياسين شمص (مختار الغبيري) وعلي سليمان شمص (مختار الشياح). الرائد الطيار عبدالله سليمان شمص

جريدة الديار/ انطوان شعبان