وقال شمص: “نحن الآن في بعلبك، في قرية اسمها بوداي، حيث نحوّل دكانة جدي بمساعدة شبان وشابات الضيعة #مكتبةً، لأنّنا بعيدون من العاصمة والمراكز، ولا توجد لدينا مكاتب أو أي دار أو شباك أو باب على معارف جديدة”، مضيفاً: “فقررنا أن ننشئ دكانة، نزيل المعلبات عن الرفوف ونضع عليها كتباً”.
وكان شمص أمضى العامين الماضيين بجمع الكتب، اذ جمع حتى الآن نحو ألفي كتاب، ويعرض على الناس، أحياناً، وجبات مجانية مقابل الكتب القديمة. كما طلب المساعدة في منشور عبر صفحته في “فايسبوك”، قال فيه: “نعيش في قريةٍ بعيدة عن المدن الكبيرة ومصادر المعرفة لدينا محدودة، فاعملوا معروف اعطونا كتب”. مما لاقى تفاعلاً مع الناس الذين بدأوا بإرسال الكتب، ومن ثم تطوّرت الفكرة وصولاً إلى خلط المعارف مع بعضها البعض لانتاج معرفة جديدة.
وعلى الرغم من تشكيك أهل قريته في أهمية المبادرة في البداية، يوضح شمص (33 عاماً)، الذي درس السينما، أنّ “الناس في بوداي أصبحوا الآن في غاية الحماسة للفكرة ويقدّمون يد العون”، مؤكداً أنّه “نعرف جيداً أنّ نسبة الاهتمام بالمطالعة تخفّ حتى في بيروت”. ويتساءل: “كيف لو بضيعة وبعيدة عن هذا كل شيء؟”.
ساهم مع أصدقائه في طلاء جدران الدكان وتجهيزه للكتب، وسيجري تزيين جدران المحل برسوم من إبداع أولاد القرية.
وأوضح شمص أنّ المكتبة ستسمى على اسم والدته شهربان، ولن تكون مجرّد مساحة للكتب، بل ستقدم أيضاً عروضاً سينمائية وأخرى موسيقية وثقافية.